اليابان تروج لعجائب شتائها للسياح العرب وتدعوهم لزيارتها!

أصدرت منظمة السياحة الوطنية اليابانية نشرة معلومات هامة عن الشتاء في اليابان الذي يعتبر وقت رائع لزيارتها، حيث تغطي الثلوج الكثيفة أجزاء كثيرة من البلاد و أمسيات مريحة لتذوق أشهى الأطباق الشتوية حيث يتدفق المتزلجون على الجبال للتزلج على بعض من أفضل مسارات الثلوج في العالم، وتستضيف المقاطعات الشمالية اليابانية عددًا من مهرجانات الثلج، وهو أفضل موسم لاكتشاف الطيور النادرة ذات التاج الأحمر في بيئتها الطبيعية ودعت المنظمة في نشرتها السياح العرب في منطقة الخليج لاستكشاف عجائب الشتاء في اليابان

بدأت النشرة بمعلومات عن طائر الكركي الياباني المتواجد بكثرة في شمال اليابان الثلجي، في الجزء الشرقي من جزيرة هوكايدو حيث يعد مستنقع كوشيرو واحدًا من أفضل الأماكن في العالم لمشاهدة قطعان طائر الكركي ذو التاج الأحمر. وتبلغ مساحة المنطقة 183 كيلومترًا مربعًا، وهي أكبر مستنقعات اليابان، وتضم 600 نوعًا من النباتات بالإضافة إلى الثعالب والنسور إلا أن طيور الكركي النادرة هي عامل الجذب الرئيسي للمنطقة، حيث يتجه مراقبو الطيور من جميع أنحاء العالم لمشاهدة هذه الأنواع الأنيقة من الطيور،

حيث إنه المكان الوحيد على الكوكب الذي يقيمون فيه على مدار العام. وتعتبر هذه الطيور كنزًا وطنيًا في اليابان، وترمز إلى السعادة وطول العمر والإخلاص، وقد ظهرت هذه الطيور في الكثير من الأعمال الفنية اليابانية على مر القرون، واليوم يمكن التعرف عليها على الفور على أنها شعار الخطوط الجوية اليابانية وعلى الرغم من اعتبارها طيوراً معرضة للخطر، إلا أن أعدادها قد ارتفعت في السنوات الأخيرة، ففي عشرينيات القرن الماضي، كان هناك عشرة أزواج فقط؛ واليوم ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 1000. وفي الشتاء، تتدفق طيور الكركي معًا بأعداد كبيرة وتتوجه إلى أحد مواقع التغذية مثل محمية تسوروي إيتو تانشو، حيث يمكن مشاهدة هذه الطيور الأنيقة في بيئتها الطبيعية.

ومن أفضل الطرق لمشاهدة المستنقعات في أشهر الشتاء هي ركوب قطار فويو نو شيتسوغين التابع لشركة هوكايدو للسكك الحديدية حيث يعمل هذا القطار خلال شهري يناير وفبراير ويمر عبر مستنقع كوشيرو، وهناك فرصة معقولة لرؤية طيور الكركي وغزال إيزو من النافذة.

وكانت نصيحة منظمة السياحة اليابانية الثانية لزوار الشتاء هي القيام برحلة إلى بلدة توياما الثلجية الواقعة في أعماق محافظة توياما الريفية حيث توجد قرية سوغانوما وأينوكورا التي أدرجت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1995 لما تشتهر به من بيوت الغاسهو زوكوري ذات الأسقف شديدة الانحدار المصنوعة من القش التي تمنع تراكم الثلوج في الشتاء وتوفر الدفء ضد العوامل الجوية، وقد استمدت المباني اسمها من الزوايا الحادة التي تشبه الأيدي في الصلاة ويعود تاريخ بعضها إلى 400 عام، مما يدل على صعوبة بنائها.

تقع قرية سوغانوما في بقعة ذات مناظر خلابة على ضفاف النهر، ولكن لتجربة سكن تحت أحد هذه الأسطح الفريدة، يتوجه الزوار إلى قرية أينوكورا حيث يتوفر أماكن إقامة تقليدية على أرضيات حصير وتناول الطعام حول الموقد في موقع شاعري محاط بالجبال ويعود تاريخ يوسوكي، في قرية أيونوكورا، إلى أكثر من 150 عامًا، ويستوعب مجموعة واحدة فقط في الليلة لإقامة خاصة في هذا النصب التاريخي، أو يمكنهم العودة إلى الماضي والإقامة  في مبنى سيوتشيتشي، البالغ من العمر 200 عام، حيث يشمل العشاء الأسماك المحلية الطازجة والخضروات من الجبال والمخللات المصنوعة من الخضروات المزروعة في حديقة صاحبة الأرض.

أما النصيحة الثالثة فكانت الدعوة لحضور مهرجان تقليد بناء بيوت الثلج الذي يعود تاريخه إلى 450 عاماً والذي يقام في محافظة أكيتا، في المنطقة الشمالية من توهوكو، ويعود إلى 450 عامًا وهو مشهور اليوم كما كان في أي وقت على مر القرون. يشهد مهرجان ثلوج يوكوتي إنشاء أكثر من 80 كوخ كاماكورا، ومئات من الأكواخ المصغرة التي تضاء من الداخل بالشموع، مما يخلق مشهدًا ساحرًا. ويوجد داخل كل من الأكواخ الثلجية الأكبر مذبحًا، حيث يتم وضع القرابين لتكريم آلهة الماء، وهو مهرجان يقام يومي 15 و 16 فبراير من كل عام. ومن الممكن الدخول إلى الأكواخ الثلجية لمشاركة كعكات الأرز مع السكان المحليين في أكيتا، وللشعور بمدى الراحة التي يمكن أن توفرها هذه المساحات الثلجية.

ينصح بإرتداء الثياب الدافئة وانتعال أحذية ثلجية للتجول في العديد من أماكن المدينة حيث الأكواخ الثلجية المضيئة ومساكن الساموراي القديمة. ينتهي الطريق عند قلعة يوكوتي، التي تأسست عام 1550 وبنيت بشكلها الحالي في عام 1965، وتبدو جميلة بشكل خاص مغطاة بالثلج ومضاءة مقابل سماء الليل. وأثناء التواجد في المنطقة، ينصح بزيارة متحف أكيتا للفنون في مدينة أكيتا، الذي صممه المهندس المعماري الياباني الشهير تاداو أندو ويضم مجموعة استثنائية من لوحات القرن العشرين للفنان اللامع ليونارد تسوغوهارو فوجيتا.

وانتهت النشرة بإلقاء الضوء على رفاهية الإقامة على المنحدرات الثلجية في منتجع بارك حياة نيسيكو هانازونو ولطالما كانت نيسيكو على قائمة التزلّج لعشاق الرياضات الشتوية حول العالم، حيث أنها تشتهر بالثلوج الناعمة الاستثنائية والمسارات المتنوعة وخطوط الأشجار الصعبة والقرية المريحة التي توفر الكثير من خيارات ما بعد التزلج، كما أنها واحدة من أكثر منتجعات التزلج الصديقة للأجانب في اليابان، حيث يتم التحدث باللغة الإنجليزية على نطاق واسع. ويعد فندق بارك حياة نيسيكو هانازونو مكانًا فاخرًا للتزلج في الهواء الطلق مع إطلالات خلابة على جبل يوتي، والذي يُطلق عليه غالبًا اسم جبل فوجي في هوكايدو

وبعد يوم من النشاط على المنحدرات، سوف ترضي خيارات تناول الطعام المتنوعة بالفندق أي جوع. من رحلة عبر تراث الطهي الصيني الغني في تشاينا كيتشن، إلى أفضل مكونات هوكايدو من البر والبحر المحضرة بلمسة فرنسية في مولييه مونتانيه والسوشي الاستثنائي من طاهٍ حائز على نجمة ميشلان. وفي نهاية اليوم، وبغض النظر عن الثلوج المذهلة، هناك شيء آخر تقدمه اليابان للمتزلجين لا توفره الأماكن الأخرى، وهو الاغتسال في حمام الينابيع الساخنة الطبيعية، حيث يوفر السبا في بارك حياة حمامات منفصلة للرجال والنساء، مليئة بالمياه الغنية بالمعادن من جبل أنوبوري، وهي تجربة مثالية لتهدئة تلك العضلات المتعبة بعد يوم من التزلج.

https://www.japan.travel/en/