سامح سعد ورحلة المساء الصباح، وتوبة من دي النوبه!

خبير السياحة المصري صاحب التاريخ الطويل في مهنة السياحة وضعتة الظروف الطارئة مع صديقه السياحي الأصيل أيضاً هشام إدريس للسفر من الأقصر إلى القاهرة مستقلاً “قطار النوم”، وبالرغم من طول خبرة الصديقين في العمل السياحي إلا أنها كانت المرة الأولى التي يتعاملون فيها مع “قطار النوم” من الثامنة والنصف مساءً وحتى السادسة والنصف او السابعة صباحاً !

يقول سامح في مقالة لطيفة بعنوان “خواطر مسافر اضطر لركوب قطر النوم..” 

في زيارة سريعة الي الاقصر لحضور الحدث العالمي الهام و الاكتشاف الذي أعلن عنه د.زاهي حواس بالقرب من معبد حتشبسوت والذي حضرة اللفيف من الصحافة العالمية والمحلية ومجموعه من مؤسسي جمعيه  الحفاظ علي السياحة الثقافية و التي اتشرف بوجودي كأحد اعضاء فريق التأسيس ومدير تنفيذي لها.

وبعد انتهاء الحدث وعند عودتنا للقاهرة عشنا تجربة التأخير المستمر في الطيران الداخلي سواء من الاقصر او اليها وفضلنا الرجوع الي القاهرة انا وأخي هشام ادريس بقطار النوم كتجربة قررنا خوضها للتعرف عليها و تقييمها لأنها تخدم السياحة الثقافية ايضا وسمعنا الكثير عنها سواء بالسلب او السلب او السلب!  وبالمرة نشوف محطة قطار بشتيل الأسطورية الجديدة.

وهناك بعض الملاحظات على الخدمة سأسرد الإيجابية منها اولا والسلبية طبعا بعد كده..

مبدأيا قطعنا تذكرة قطار النوم وهي كابينه لشخصين ثمنها للمصريين ٢٠٠٠ جنيه اي ألف جنيه للشخص وتشمل وجبه عشاء ووجبة الافطار.

ونبدأ بالملاحظات الايجابية:

اولا القطار وصل من اسوان الي الاقصر في ميعاده ٨،٣٠ مساء تماما ومقدر ميعاد الوصول الي القاهرة في السادسة والنصف او السابعة صباحا زي ما كتير قالو لي انت وحظك ولم يؤكد اي احد ميعاد وصول..

طيب السواق في الجيزة نقول له يستنانا الساعة كام؟!!!!

الله اعلم و معاه ربنا…

و الحقيقة محطه قطار الاقصر الي حد كبير مقبولة ولو ان الحواجز الأمنية خارج المحطة محتاجه سواق بهلوان عشان يعرف ينزلك امام باب دخول المحطة لان امام المحطة حواجز امنيه كتيره قوى. ..

وكان فيه زمان جداريه جميله بعرض جدار المحطة تعد من اللوحات الفنية القديمة العظيمة النادرة والتي اشترك فيها كبار فنانين الأساتذة المتخصصين المصريين العالميين، ولكنها ازيلت في تطوير المحطة وبقي مكانها جدار قبيح فاضي بارد موجود..

معلش قطار التطوير مش دايما بيكون متذوق للفن و مش عاوزين وجع دماغ و فذلكة فاضيه.

المهم القطر وصل في ميعاده لمحطة الأقصر ووجدنا العديد من العاملين في المحطة والموجودين فيها بصفة غير رسميه مثل عمال البوفيهات متعاونون للغاية و مرحبين و كله بيحاول يساعد بلا تطفل و هذا شيء اسعدني.

الحمد لله وصل القطار و كان حجزنا في عربة ٩ كابينه رقم ١ ودي اول عربيه بعد القاطرة وقد استقبلنا المسؤول عن العربة بترحاب شديد وساعدنا بقدر ما طلبنا منه بدون تطفل او اي الحاح الحقيقة وجدت من تعاملت معه من موظفي القطار غاية في الادب والاخلاق..

و جاءت وجبه العشاء فورا والحقيقة انبهرت بها لأني لم أتوقعها عندما رأيت منظر الكابينة و العربة واقدر اقول ان الاكل طعمه مقبول والمنيو مقبول علي قد القطر.

وايضا في الصبح تسلمنا وجبه الافطار وهي ايضا معجنات معباءة في ورق بلاستيكي ووعاء بلاستيكي فيه مربه فيتراك ومثلث جبنه لافاش كيري ومكعب صغير فيه جبنه فيتا معموله بزيت نباتي وكيس شيبس!!!

ماشي الفطار ده مافيهوش اي حاجه صحية لو الخواجة شافها حايصوم لكن ده سلو بلدنا تركيب المنيوهات غلط ومش عاوزين فذلكه خواجاتي.

بس كده..

ندخل على الشيء المحزن بقي لأني خلصت الايجابيات:

مبدأيا اعتقد ان عربات النوم من ايام الثورة (١٩٥٢) لم تتغير او تتجدد لان لون الحوائط كالح مع انه اصلا ابيض او بيج مش مهم.. ولأنه مغلف بهباب و بسواد والاضاءة كئيبة بدرجة صعبه و السجاد الموكيت في الأرضية صعب قوي..

مالوش لون أصلي ومنحول وبره طبعا انا عارف اني مش قي الفور سيزون أو الماريوت عشان كده كنت عارف ان سقف توقعاتي لازم يبقي علي قد الكابينة…لكن بكدة فاق التوقعات.

اما الحمام.. فحدث ولا حرج.. صعب صعب صعب وربنا ما يحوج حد على استعماله اما الكابينة فهي سريرين فوق بعض طبيعي ماهي كابينة قطار السرير الاول يستعمل ك كنبه بمقعدين.

لقيناها غير مريحه على رحله طولها ١١ ساعة سفر قلنا نجهز السراير للنوم وخلاص بلا وجع ضهر علي الفاضي من الجلوس علي الكنب.

انا اخترت السرير العلوي و معني كده ان فيه هواء بارد كان بيلقي عليا بكميات كبيرة كانه من الثلاجة علي عليا لدرجة التجمد، سالت المسئول قال معلش لو قلبتها هواء سخن العربية كلها حاتكون فرن و حايبقي صعب لية يا فندم ؟

لان ما فيش ترموستات شغاله.

قلنا خلاص ننام بهدومنا و عليها جاكتاتنا و بلوفراتنا و و نتغطى بغطاء السرير وخلاص ليله وتعدي .

طبعا القطار صوته عالي قوي والفلنكات بترن في دماغ الواحد بطريقة غير طبيعية لمدة ١١ ساعة ونص متواصلة باستثناء فترات توقف القطار في الطريق واعتقدت ان التوقف كان عشان يريح الناس من الدوشة …

و لو ان القطر كل ما يدخل محطه او يعدي علي محطه كان بيطلق نفير يصحي الميتين لكن اعتقد انهم تعودوا علي كده فا دي ماتعتعبرش شكوى واعتقد ان سبب الدوشة والخبط المستمر اثناء السير هو عدم وجود عازل للصوت في الشبابيك او ان المقطورة قديمة عشان كده بتعمل دوشه وكركبة وطبعا عجلات القطر حدث ولا حرج ما انت راكب قطر مش عربيه ملاكي وايضا من الأسباب استبدال الفلنكات الخشب القديمة بفلنكات اسمنتيه، أرخص طبعا-.

بس أقدر اؤكد ان في اي قطار ضواحي في اوروبا الصوت اهدا من كده بكتير بالرغم من انه هناك بيسير على سرعة ١٢٠ كم ودة قطر ضواحي مش سفر المهم القطر كان بيقف كل شويه و شويه و شويات، ليه يا جدعان؟

اصله بيستني القطر التالجو لما يعدي!!!!! معني كده ان القطر حايوصل الجيزة متأخر ساعه و نص ..

ايوة أصله بيقف علشان التالجو يعدي!!! الله هو التالجو بيعمل غرز كتير ليه وكل شويه القطر بيقف يستناه..

طيب مش القطر ده بيعمل الرحلة دي كل يوم؟ اه !!! والتالجو بيعمل نفس الرحلة دي كل يوم؟ اه !!!

طيب ليه ما يتعدلش ميعاد الوصول ونعرف ان القطر بياخد ١١ ساعة ونص من الاقصر الي القاهرة وكل واحد مننا يقرر المناسب له او يضبط مواعيده على كده.

طبعا حاولت ادخل الحمام الصبح لقيت ان الموضوع مستحيل لأن الحمام اعتقد من أيام ما قبل ثورة ١٩٥٢ ولسه ما اتصلحش والارض مليانة ميه لان عامل النظافة موجود في محطتي الاقصر والجيزة فقط ؟!

سامح سعد

المهم ما بين مرتبه صخريه حجريه ناشفة على السرير و تكييف تلاجه و دوشه ما بعدها دوشه و كابينه ضاعت معالمها والوانها الأصلية من القدم الحمد لله مرت الليلة بسلام ووصلنا ساعه و نص متأخر.

وبالتالي توبة من دي النوبه ان الواحد يفكر يركب القطر تاني اما الخواجة و الجروبات اللي شركة السياحة بتحجز لهم القطر كجزء من البرنامج معاهم ربنا، لا و اللذيذ ان الكابينة بالنسبة للخواجة ب ١٩٠ دولار اي ١٠،٠٠٠ جنيه مصري في الرحلة اي والله، بس عرفت ان الخواجة بيحطوه في الكباين المتغير لها الموكيت بس!

اما محطة بشتيل العظيمة فهي حاجه كده تنفع تكون في قلب ميلانو او روما او باريس او حتي نيويورك.

فخمه جداً وكبيرة جداً وضخمه جداً جداً و كل حاجه فيها جداً جداً، بس فاضيه جدا جدا جدا يمكن عشان لسه جديدة والقطارات لسه مش متعودة عليها والناس تستسهل النزول والطلوع من محطة الجيزة و بشتيل فيها شوبنج مول ضخم جدا ٣ ادوار مليان محلات كلها فاضيه.

طبعا المول لسه فاضي يمكن في المستقبل يشتغل لما الناس تعرف المحطة دي و لو اني مش قادر اقدر امتي؟

ولو أنى مش فاهم برضة ايه هو عدد المحلات اللي ممكن تفتح وتشتغل فيه وتملا الثلاث ادوار في بشتيل!

هو احنا ما اخدناش بالنا ان نفس الموقف موجود في جراج الترجمان الموجود في قلب العاصمة؟ اللي اتبني من ١٥ سنة على الأقل,والمحلات معظمها قفل!  والان الدنيا هناك فاضيه. هو اللي عمل دراسات الجدوى للمحطة دي مش من مصر او من القاهرة؟ ما راحش شاف جراج الترجمان في الجلاء بعد سنوات من تشغيله وحال المحلات ايه في الشوبنج مول ابو تلات ادوار كام محل شغال فيه؟ ودة موجود في وسط البلد مش في بشتيل!!!

ياترى حسب العائد على الاستثمار ازاي؟

طيب ليه الضخامة دي في محطه بتخدم الصعيد فقط والحياة مش زى زمان الناس الان بتركب الميكروباصات اكتر وشركات النقل البري بقت كتير! و بشتيل مش زي ميدان رمسيس اللي بيخدم قبلي وبحرى؟!

طيب والنظافة والاضاءة والتكييف الخ الخ الخ تكلفتها قد ايه علي المحطة وبالتالي هل سيستمر هذا الصرف الضخم عليها؟ !

صورة ارشيفية لعربة قطار النوم

المشكلة في ان الوصول للمحطة سر قومي ما فيش يفط كفاية تقول لك توصل ازاي او تركن فين لو مستني حد ومحتاج تلف و تدور عشان توصل لها ولو اني لم انجح حتي الان و لكن بعد يمكن بعد عده محاولات اوصل لها مستقبلاً.

طيب ممكن نتكلم شويه بنقد بناء؟!

المعروف ان سيادة الفريق كامل الوزيري جاد ومحب لوطنه و بيخلص اي حاجه في صالح الوطن..

طيب ليه ما تتكونش شركة لقطارات النوم تحت مظلة سكك حديد مصر وهنا باتكلم عن شراء قطارات جديدة أدمية تتولي ادارة المنظومة بتوقيتات مناسبه للحركة السياحية لان مش كل يوم في أيام الأسبوع الناس بتسافر لأن ده حسب ايام الوصول للأقصر واسوان وحسب أيام المغادرة في برنامج المركب العائم طبعاً في الاقصر او اسوان.

انا متأكد ان الشركة دي ممكن تعمل طفرة في الحركة السياحية وتنقل الحركة السياحية المطلوبة من القاهرة للأقصر او اسوان طالما الطيران مش مكفي ومش حايكفي الاعداد المليونية المطلوبة.

والطيران لن ينتظم و بيكون فيه تأخير حسب مشاكل تشغيل تخص كل شركة طيران ساعة الذروة، طبعا مش باتكلم علي ميعاد التعذيب بتاع طيارة الساعة ٥ و٦ و ٧  الصبح من القاهرة الي الاقصر او اسوان وبرضه ميعاد المغادرة من الاقصر او اسوان بعدها بساعه.

صوره ارشيفية لكابينة النوم.

يعني هناك فرصه ذهبية لنمو هذا القطاع وتحقيق ربحية جيدة لهيئة السكك الحديدية واستفادة الدولة منة وزيادة الحركة السياحية الثقافية.

مطلوب ٣٠ مليون سائح في خلال سنوات ومنتظرين بعد افتتاح المتحف الكبير نجيب ملايين من السواح بتوع السياحة الثقافية اللي معاهم فلوس.

طيب ما بين الاقصر والقاهرة الخواجات ييجوا ازاي طالما صعب ما فيش وسائل انتقال كفاية ما بين الاقصر واسوان والقاهرة ؟ .

والدليل على كده الكوبرى الضخم اللي اتبني من المتحف للهرم امام فندق الميريديان؟ ولو اني مش فاهم ليه التكلفة دي علي شيء لن يخدم الحركة السياحية في المنطقة او حتي يزودها و لكن طبعا اتمني دايما اني اكون غلطان وخصوصا ان الدخول والخروج لمنطقة الهرم الأثرية حايكون من طريق الفيوم وطبعا الكوبرى مبني امام فندق الميريديان و مبوظ المنظر ولكن دي قضية اخرى مش بتاعتي.

ليه ما يدخلش شريك أجنبي بحصة دولاريه في شراء القطارات طالما فيه ايراد حايدخل بالعملة الصعبة في المقابل؟

شبكة القطارات مهمه للشعب لكن السياحة امن قومي واقتصادي واحنا مش واخدين نصيبنا العادل من السياحة وممكن تكون صمام الأمان لنا جميعا لأسباب كلنا عارفيها.

ياريت تتعمل دارسة جدوى حقيقة واقعيه بالتعاون مع شركات السياحة التي تجلب السياح لاتخاذ قرار فورى وجدي بدل الكتابة والرغى على الفيس بوك مني واخرين مثلي!

عموما تجربه ركوب القطار الحمد لله شفناها ومش عارف علي الوضع ده حا كررها تاني والا لأ ؟!

ونتمنى الخير للسياحة وللجميع واخيرا فلنتذكر ان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

سامح سعد