ملامح العام الجديد في عالم السياحة والفندقة كما يراها محمد عوض الله الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق

عن أبرز الاتجاهات الرئيسية التي ترسم ملامح العام الجديد قال محمد عوض الله الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق هناك العديد من المؤثرات التي سيكون لها تأثير هام ومباشر على الحركة السياحية والفندقية في منطقة الخليج خاصة في دولة الإمارات وفي المملكة العربية السعودية ولعل أهمها التأثير البيئي للفنادق ثم لوائح الحصول على التأشيرات المرنة التي تم الإعلان عنها مؤخراً مع نمو وكلاء السفر عبر الإنترنت بالإضافة لتطلع مالكي الفنادق والمنشآت الفندقية لتحقيق أكبر قدر من الأرباح.

وقال عوض الله أن هذه الاتجاهات ستظهر بشكلٍ أوضح عام 2020، خاصة مع التعديل الحديث الذي تشهده الفنادق ومراعاة شروط الاستدامة في تصميم الفنادق الجديدة. وسوف نشهد مزيداً من التعاون والتنسيق الدولي بين مختلف العلامات التجارية الفندقية وقد أدرك المتخصصون في قطاع الفنادق التأثير البيئي الواضح الذي تحدثه منشآتهم وأصبح خفض انبعاثات الكربون وترشيد استهلاك المياه والطاقة ضرورةً ملحة ويتم تقييم العلامات التجارية اليوم بناءً على مدى تطبيقها لمعايير الاستدامة ومسؤوليتها الاجتماعية ومصداقيتها من حيث الانتشار والربحية.

وأن اعتماد دولة الإمارات العربية المتحدة للتأشيرة السياحية متعددة الدخول لمدة خمس سنوات والتسهيلات الجديدة التي أقرتها المملكة العربية السعودية بشأن الحصول على التأشيرات الإلكترونية ستشجع الكثير من السياح لزيارة كلا البلدين. ففي دولة الإمارات، سيفتح النظام الجديد للتأشيرات الباب أمام مجموعة واسعة من المشاركين في معرض إكسبو هذا العام كما أنه سيتيح الفرصة أمام المقيمي فين لاستضافة أقاربهم ودعم فرص الأشخاص الباحثين عن العمل.

وتستقبل دولة الإمارات 21 مليون زائر سنوياً، وتأمل الحكومة في مضاعفة هذا الرقم بحلول عام 2030، وهو ما يضمن لها تحقيق إيرادات بقيمة تتجاوز 90 مليار دولار أمريكي. كما يمكن أن تجتذب التأشيرات طويلة الأمد متعددة الاستخدام المسلمين لأداء العمرة عبر الذهاب إلى السعودية ومن ثم العودة إلى الإمارات أو العكس.

وستتمثل الفائدة الأكبر في استفادة الزوار من موقع دولة الإمارات لتكون مركزاً رئيسياً ينطلقون منها لعقد اجتماعاتهم في مختلف دول المنطقة أو لحضور المعارض والمؤتمرات والأحداث الأخرى التي تقام على مدار العام. ليس هذا فحسب، بل ستمنح التأشيرات الجديدة الراحة والمرونة والفعالية من حيث التكلفة للعديد من الجنسيات.

وفي المملكة العربية السعودية، ستلعب تغييرات نظام منح التأشيرات دوراً كبيراً في زيادة تدفق الزوار حيث يمكن لمواطني 49 دولة الحصول على التأشيرات السياحية الإلكترونية والإقامة في المملكة لمدة تصل إلى 3 أشهر لكل دخول ولمدة أقصاها 90 يوماً في السنة الواحدة.

وفي ظل الانفتاح السعودي على الخارج لجذب المزيد من السياح، أعلنت الدوائر الحكومية عن توقيع عدد من الاتفاقات مع المستثمرين بقيمة تقدر بنحو 100 مليار ريال سعودي.

لم تكن التسهيلات الجديدة للحصول على التأشيرات هي المؤشر الوحيد على التغييرات التي تشهدها المملكة، بل تبعها مجموعة من القوانين التي أُقرت في الفترة الماضية والمتمثلة في السماح للمرأة بقيادة السيارة والسفر بمفردها دون وجود أقارب من الذكور وعدم وجود قيود كبيرة على الزي الذي ترتديه النساء، وهو ما يجعل السعودية وجهةً أكثر جاذبية للسائحات.

وأردف الرئيسي التنفيذي لمجموعة تايم فقال: إن الطلب على السياحة الإقليمية والإقامة قصيرة الأمد وقضاء الإجازات في وجهتين رئيسيتين مثل جدة ودبي على سبيل المثال، سيشهد مزيداً من الإقبال من الزوار الدوليين، لاسيما مع العروض الجذابة ذات التكلفة المنخفضة التي توفرها شركات الطيران في المنطقة وتتوقع المملكة العربية السعودية أن تشهد زيادة في عدد الزيارات الدولية والداخلية إلى أكثر من 100 مليون زيارة سنوياً بحلول عام 2030، مع جذب استثمارات أجنبية ومحلية هائلة مما يخلق أكثر من مليون فرصة عمل.

وشهدت دبي بدورها حالة من عدم الاستقرار في ديناميكية العرض والطلب خلال العقد الأخير، وأبرز مثال على ذلك منطقة وسط مدينة دبي (داون تاون دبي). فعندما تم افتتاح برج خليفة قبل نحو 10 أعوام، لم يكن هنالك سوى ثمانية فنادق بسعة 1,952 غرفة فندقية. وبعد عشر سنوات، يمكن للزوار الآن اختيار مكان الإقامة الأنسب لهم من بين 38 فندق بسعة 11,652 غرفة.

وفي ضوء هذه المتغيرات في السوق، من الطبيعي أن يضع أصحاب الفنادق والمستثمرون ضغوطاً متزايدة على الشركات التي تدير الفنادق لزيادة الإيرادات وتحسين الربحية. وعلى الرغم من الأرقام القياسية التي يسجلها الزائرون في عدد من الوجهات الرئيسية في مختلف أنحاء دولة الإمارات، إلا أن زيادة المعروض يواصل إضعاف معدل إيرادات الغرف الفندقية المتاحة.

ومع سلسلة من عمليات الدمج والاستحواذ التي شهدها القطاع الفندقي في مختلف أنحاء العالم العام الماضي، باتت العديد من العلامات الفندقية متشابهة من حيث الاستقرار، كما أنها تتنافس فيما بينها في سوق مزدحم يتسم بالتنافسية الشديدة مع امتلاكها أنظمة توزيع عالمية متشابهة.

إضافةً إلى ذلك، شهد نظام حجوزات السفر عبر الإنترنت تغييرات جذرية على مدى الأشهر الـ 18 الماضية أكثر من أي وقتٍ مضى منذ العمل به للمرة الأولى في أواخر التسعينات، وهذا اتجاه آخر يجب التوقف عنده عام 2020. وباعتقادي فإن هذه التغييرات التي تقودها بعض وكالات السفر عبر الإنترنت ستوفر تجارب سفر ذات قيمة إضافية تتناسب مع رغبات المسافرين.

ونظراً لأن أنظمة التوزيع العالمية الرئيسية للحجوزات لم تعد قوة مهيمنة كما كانت عليه في السابق، باتت العلامات التجارية المحلية مثل علامتنا الفندقية تلعب دوراً أكبر في هذا القطاع.